كنت في طريق العودة للمنزل.. فأوقفتني إحدى إشارات المرور.. التفت شمالا فوجدت في السيارة التي على شمالي رجلا سمينا جدا –عافانا الله.. أدرت وجهي جهة اليمين وأنا أحمد الله على ما أنعم به علي.. فرأيت سائق شاحنة وقد فتح نوافذ شاحنته في هذا الحر المؤذي.. لا أعلم كم مضى عليه من الوقت في هذه الشاحنة.. إلا أن هذا الوضع لا يطاق.. فاستمررت بالحمد وأشحت بوجهي عنه.. فلم أجد بدا من النظر للأمام.. فرأيت سيارة أجرة.. لم أستطع تحديد سنة صنعها لقدمها.. وبها سائقها الذي يكسب من عمله عليها وراكب آخر يريد الوصول لمكان ما.. سيارة الأجرة هذه لا تشجع على ركوبها فما بالك بمن يعمل عليها طوال النهار.. فحمدت الله على نعمه.
تحول لون إشارة المرور لاللون الأخضر فاستأنفت مسيري.. ولكن عقلي ظل يفكر ويتخيل ويتذكر.. نعم.. تذكرت رجلا منظره يدعو للشفقة أراه يوميا وأنا عائد من عملي يقف على أحد الدوارات وأظنه فاقدا لعقله.. كما تذكرت تلك السيارة القديمة التي توقفت في الشارع فأجبرت صاحبها على طلب المساعدة من المارّين.
ووسط هذه الخيالات مرت عليّ سيارة فاخرة يوحي منظرها بمستوى معيشة راكبها.. إلا أن منظرها لم يبقى في ذاكرتي طويلا.. فسرعان ما رأيت رجلان يلبسان الرثّ من الثياب.. يحملان معهما برميلا صغيرا ملئ بالماء.. قد سارا مسافة طويلة.. ولا يزال أمامهما الكثير حتى يصلا إلى مسكنهما.
بالتأكيد يوجد أناس أنعم الله عليهم بنعم كثيرة.. ولكن المبتلين أكثر.. فترى الفقراء والمرضى في كل مكان.. فلله الحمد والمنة على نعمه الكثيرة علينا.
فلله الحمد على نعمة الإسلام.
ولله الحمد على نعمة الصحة.
ولله الحمد على نعمة المال.
ولله الحمد على نعمة الأهل والأصدقاء.
ولله الحمد على نعمة ونعمة ونعمة ونعمة…
ولو حاولنا إحصاء نعم الله لحان أجلنا قبل الانتهاء من عدّها.
اللهم اجعلنا من الشاكرين.. ولا تجعلنا من الجاحدين.. يا رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد ألا إله إلا أنت.. أستغفرك وأتوب إليك.
نشرت لأول مرة في الفترة بين العام 1999م و العام 2002م