مولاي وسيدي،،
السلام عليك ورحمة من الله وبعد،،
فها أنا ذي أمنحك من الغرام عهده،، ومن الكلام عذبه،، وأسألك بحق من خلقك أن تكون على رقيقا.. وعلى قلب وهبتك إياه شفيقا..
فوالله ما هانت النفس لسواك.. ولا عشقت من الخلق إلاك.. حتى أصبحت -لا حرمني الله إياك- اهتمامي وشرفي وزادي.. وما هو إلا أن ملكت زمام أمري.. وأطلعتك على سري وجهري.. مرخصة نفسي لك.. منقادة لما بدى لك،،
هذا وإن كانت تحرقني -عند التفكير بك- اللوعة.. وتغشاني عند ذكرك الآهة والدمعة.. ولكنني أنزلتك مني منزلة الخلصاء.. من غير جهد منك ولا عناء..
بل والله انهم جميعا اجتمعوا بشخصك.. حين اخترتك لي صفيا.. يا سيدي الذي وهبته الفؤاد.. وأخفيت اسمه عن العباد.. وعشقت معه الغرام نجوى.. فأصبح لروحي سكنا ومأوى..
أشفق -رحمك الله- على من هام بك وجدا.. وأورثته محبتك تنهيدا وسهدا.. حتى إذا ما أدناك الدهر إليه.. أناخ رواحل عشقه ببابك.. يأمل شآبيب رحمة جنابك.. لأن الشوق إليك في فؤاده استعر.. وهواك في أقصى فؤاده استقر.. فاختال على الأرض زهوا.. وأصبحت أرضه بمطرك رهوا.. ولكن ثارت في وجهه عواصف الحرمان.. وأقلقته خفايا الزمان.. فبات طاويا بين اليأس والرجاء.. بعد أن ذاق من الحب عذبه وعذابه.. وديمه وصواعق سحابه..
فهل بعد ذلك من نظرة عطف إلى مأسور بسجنك.. منحك يدا أدماها قيدها.. فهل تستطيع له كسرا..
أيها الفاضل،،
أن كان في رسالتي هذه أي تجاوز لمقامك الجليل.. فأرجو أن تكون لي عاذرا.. ولله الحمد أولا وآخرا..
والله يحفظكم
المعناة بحبكم:
عذب الكلام