هي الظمأ .. تسف التراب الندي تحت لهيب شمس الهاجرة من تحت قدميه عله يرضى ..
تتشح بالذل من اجله من الهامة إلى موطئ القدم ..،،
لا ترتجي منه الرحمة .. ولكنه يمعن في العذاب .. ويأبى إلا قتلها عطشا ، مكتفية بما يحمله التراب من نداوة .. وتتخيله لاه مع أخريات ..
تحمل قلبها المتهالك وترحل .. وبداخلها أنين يرجعه الصدى :
ياعذبة الروح عسى ناسٍ يزعلونك *** فدوة عيونك من الساحل الى الساحل
تشعر بالإعياء،، ولهيب هذه البيداء يحرق قدميها العاريتين ،،
ترفع رأسها .. لتعانق نظرتها الشمس ..
تحس بهامتها تطاول السحاب :
لاشك ابفنى ماتردى مقامي *** من يطلب العليا غدت عادة ٍ له
تلفت إلى الخلف ، يغالبها الحنين الذي تسبق الدموع ..
تردد كلام البدر :
كذب من قال زهر العاطفة ينبت في ظل السور
إذن هي الأسوار ….
نعم هي الأسوار التي حاصرت حتى نزف المشاعر .. ووأدت زهر العاطفة ..
فعلا هي الأسوار ..
ويخيم على الكون صمت حزين ..
تجلس القرفصاء .. مسندة رأسها إلى ركبتيها .. تبكيه … تبكي عشقا لم يولد بعد .. تبكي حلما ما اختلط يوما بنعاس ..
لا طعم لحلم لم يأت به المنام .. لكنها لم تذق طعم النوم مذ غشاها خياله ..
متعبة هي .. أعيتها المسافة ..
ينتبه ،، يرسل لها نجوما ملتهبة شعارها :
اقبلي يا أعذب النور والما والملا *** وادخلي من حيـث ودك تـدخـلـيـن
يا بعد كل الصبايا عساني ما خلا *** من حضور يشبه الحلم في حور الجنان
وتفيق من سدرات الموت لتجد نفسها أمام أبواب مدينة اللظى ،، وهو لازال بشموخه يقف هناك .. يدنو إليها بحنانه المتقلب .. يناديها :
تعالي .. انهلى .. اروي غليلك .. واروي ظماي ..
تتذكر بيتا طالما رددته .. واليوم فقط أصبح له معنى ومعاناة :
خيرني أمري بين اصعب خيارين *** موتي انا او موت الاحساس فيني
واختارت موتها ..
ليعود بعد عام .. ويحيي رميم العاطفة ..
ليقول لها :
ان قلت احبك يكفي القلب مابه *** وان قلت انا ما ابيك ..بكون كذاب
ويكمل :
كم غالي لاجلك يبيني وعفته *** يفرض على رضاك ياخل اعافه
وسلامتكم
وقــــفة :
وما انـــــــا بالذي تغريــــــه بارقة *** من الوصال ،، ولا الهجرا ن يهدمني
(لشاعر)