ليالي الأنس يا أمي تولت
وبتُّ أعانق الأفراح زيفا

وعاد البثُّ 1 منصوراً وعادت
جموع البِشر 2 يا أماه طيفا

وعاد الحلم كابوساً بليلي
ألا ويح الصَبَا إذ عاد هيفا 3

وما لومي لدهري إذ جفاني
ولكن أنتِ من أشرعتِ سيفا

قتلتِ به السعادة والأماني
أرَقـْتِ به صفاء الروح حيفا 4

وأسكنتِ بنيكِ إذ رحلتِ
بوادٍ غير ذي زرعٍ وفَـيفَا 5

تأملنا بقاءكِ والليالي
تَغَيّفُ للدنو إليك غَيفا 6

حزنتُ ، بكيتُ ، واسودت حياتي
ولا أدري السلوُّ يكون كيفا ؟!

ألا يا من هجرتِ رغم أنفي
وأودعتِ الأسى للروح ضيفا :

أهانت ( عذب ) يا أماه حتى
أحلتِ حياتها الزهراء صيفا ؟!


(1) البث : أشد الحزن

(2) البشر : من مراتب السرور

(3) هيفا : قال ابن منظور الهيف ريح حارة تأتي من قبل اليمن وهي النكباء التي تجري بين الجنوب والدبور من تحت مجرى سهيل يهيف منها ورق الشجر أي يسقط .. وقال ابن سيده : الهيف كل ريح ذات سموم تعطش المال وتيبس الرطب

(4) حيفا : ظلما

(5) فيفا : المفازة لاماء فيها

(6) تغيفُ : تسرع