تداعت معاني هذه القصيدة وأنا أقرأ الزاوية الأسبوعية للكاتبة ( أميرة الزهراني ) في مجلة اليمامة .. وكانت تقريبا بعنوان ( الجوال .. الأذن تعشق قبل العين أحيانا ) .. الموضوع ليس فيه جديد .. ولكن كان للكاتبة وقفة … أو نظرة أعجبتني .. فهي ترى أن البعض قد يرسم أمالاً كباراً على صوتٍ شدّه ، وهذا ليس صحيحا إّذ أن الرسول الكريم قد أمر بالنظر إلى المخطوبة لا سماع صوتها فإنه ( أحرى أن يؤدم بينهما ) .. أعجبتني هذه النظرة اليقظة من الكاتبة .. ولكن ليتها استرسلت خاصة وقد دونت بريدها الإلكتروني وقارنت بين عشق الصورة.. وعشق الصوت .. وإن كان عشق الصوت تلازم مع شطر بشار ( على ما أعتقد ) وهو الشطر الذي اختارته عنوانا لموضوعها ولا ننسى أنه أعمى . وعلى ما أعتقد أنه لو كان بصيرا لما خطر في باله هذا الشطر من قريب ولا بعيد.. أقول .. والله المستعان ليت الكاتبة تطرقت إلى العشق بدون صوت ولا صورة .. يعني العشق الأخرس الأعمى .. ترى هل يمكن أن يوجد مثل هذا العشق .. أم أنه مجرد انبهار أو إعجاب بأسلوب .. أو ثقافة .. أم أنه باب واسع للعبث ..
(( الله أعلم ))
والآن لنستمع الى القصيدة على أنغام الربابة :
وتقولُ إنك في هوايَ متيمٌ
وبِنا الفؤادُ مُولّهٌ وعميدُ
ويضوعُ نشُركَ في ثنايا ساحتي
فقصيدُك الأحلى يليه قصيدُ
الحرفُ دفءٌ ، والمعاني جَنّةٌ
والعاذلون مُسحّرون رقودُ
عُقِدتْ عهودٌ أن نظلَّ على التقى
ما بيننا إلا القصيد بريدُ
لكنْ مللتم إذ حفظنا عهدَنا
إن الكريم عن السقوط بعيدُ
مُتسربلاً في خشيةٍ من ربّهِ
خوفُ العقابِ يَرُدّهُ ووعيد
ونأيتَ عني تستبينَ مودتي
ورسائلي تترى، فَدتكَ جدود
وطفِقتُ أسألُ ، والأسى يجتاحُني
أتُراكَ ناءٍ ؟ أم تُراكَ طريد
وأراك تفتحُها جميعَ رسائلي
وتَمُنُّ أن تَردُدْ ، فمِنكَ صدود
فعلمتُ أنك في المحبةِ عابثٌ
وتداعى قصرٌ للغرامِ مَشِيد
لكنما أُُنزِلتَ رغم أنوفنا
وشدا بقربِكَ : خافقٌ ووريد
حتى إذا قَلَبَ الزمان مِجَنّهُ
وعلمتَ أني يائسٌ مكمود
أدنيتَ مني خطوةً يا صاحبي
لكنْ فؤادي قد غشاه جليد
لا تعتبنّ فوالذي خلق الدنى
إن الأحبة حولنا لشهود
إن كنتَ ما أديتَ فرضاً في الهوى
فاذهب، فمالك للجنان ورود
يا سيدي خُذ من عُذيبةَ حكمةً:
( إن التنَفّلَ في الهوى محمود )
أنا وامقٌ، لكنّ قلبي عاتبٌ
قلبُ النساءِ – إذا عتبن – يَكيد
سَنّ الظِبا ظبيٌ فما من عودةٍ
ارحل فديتُك إنني مجهود
هذا قراري في الهوى : لا رجعةً
ما كنتُ ممن في القرار يحيد
فهل الغرام بحاجة لمصيبةٍ
لتعودَ تذكرَ أنني موجود ؟!
إني نسيتُ زمانَ وصلٍ ضمّنا
وكذا جزاءُ الجاحدين جحود