قــيـس ،،
لا أريد أن أخلع عليك أي لقب من الألقاب ؛ فقد خـُـلعت عليك عبر السنين .. بل القرون ،، الآلاف منها..
وأنت أنت تسكن في كياني ( قيسا ) المجرد إلا من هواي .. وأعيش في عقلك المجنون ( ليلى ) المجردة إلا من عشقك ..
هل لحديث الحب – يا حبيبي – أي فائدة ترجى بيننا بعد أن سرحت في البراري تحدث عني الوحش .. والريم ..
أأحدثك فتعي حديثي ؟؟!! أم أحدث التوباد بشموخه وصلابته ؟؟!! وبكما اجتمعت الأضداد ..
قــيـس ،،
تخيل !! وبعد 1335 عاما وصلتني قصيدتك ( المؤنسة )
تخيل !! أخفيت عني طوال هذه السنين .. وما هو إلا شرع القبيلة .. حيث يؤسر الحب ويحاكم لأنه في شرعهم مهوى الرذيلة ..
ولكن لتعلم علم اليقين .. أنني كنت ولا زلت وسأظل أسيرة هواك ..
عفا الله عني وعنك ..
(( ليلى ))
لكم زجروني ، ثم شدوا وثاقيا
وكم ذا نهاني عنكمُ النواهيا
يقول خَلِيّ البال : (( إنسي هواهمُ
وجَافِيْ ! ففي صرم الخليل تداويا
فإن بعيد الدار صعبٌ وداده
ومع بعد دارٍ ، لا يدوم تصافيا ))
وأبعد عن ذكري لكم علَّ حاسدي
يظن الهوى قد عاجلته اللياليا
فأرديَ أشلاءً، فما حيلة الذي
تبدّلْ بشجوٍ بعد أن كان خاليا
فإن قضاء الله لا شك نازلٌ
بعشقي: قَصيٌّ ، مبعد الدار ، نائيا
فإن يـشأ الرحمن لي من مشيئة
فإني بما يقضي إلهي راضيا
لنا كبدٌ حرى، وقلبٌ مفتتٌ
وما كان صبري عنكمُ قط شافيا
وأعلم أن البين لا شك واقع
وإنا إلى بينٍ ، وأن لا تلاقيا
فإن ذُكر اسمٌ ماثل اسمهْ.. صابني
حنين إلى ما فات لي من لياليا
رويت قصيدي من ينابيع حبه
وأتعبت في ذكر الحبيـب القوافيا
رُعيتَ زمانا!! قد سعدنا بقربهم
وأسقيتَ من وبلٍ مغيثٍ وهاميا
أعلل قلبي في قصيدي وإنني
أنا منشدُ الأشعار ؛ قصدَ التداويا
فداه حياتي، بل فداه قبيلتي
كلانا له – إن ضامه الدهر – فاديا
وإن فؤادي في هواه متيم
به هام فكري ، واستهام لبابيا
(( فأشهد عند الله أني أحبه
فهذا له عندي فما عنده ليا ؟! ))