
أحيانا تمسك بالقران لتقرأه، وتحاول أن تخشع فلا تجد لذلك سبيلا.
هنا تبكي لأنك لم تبك، وتعلم أن غشاوة رانت على قلبك. وما ذلك إلا لأنك بعدت عن الله بطريقة أو بأخرى. حتى ولو كنت بعدت عن الكبائر فلا شك أنك منغمس حتى أذنيك في الصغائر.
تشعر بذلك حينما تمر على آيٍ كان جسدك يقشعر لقراءتها، وكانت دموعك تهمي استشعارا لمعانيها وخوفا من الواحد القهار. تكتئب لأنك تمر عليها الآن دون أي مشاعر تذكر.
( اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي مالا يعلمون )
وكرعت من كأس الحياة صنوفها
وصبوت عن درب الإله سنينا
أغرقت نفسي في مجاهل صبوتي
ولهوت مع صحبي ، وكنت فتونا
عشت المباهج في حياتي كلها
فوجدت أجملها (التقى.. والدينا)
وبكيت ! ما أبكاني الآيُ الذي
بين اليدين، ولا أثار شجونا
لكن بكيت على انصرافي جملة
عن يوم ألقى خالقي محزونا
أين التقى؟ أيـن التورع ؟ إننا
بئس الخلائق للإله نسينا
هيا أفق ! يا من تضم جوانحي
يا قلبي العاصي، لم لا تكون معينا
لا حول إلا في إلهي خالقي
أيقظ إلهي غفلة وجنونا
واحفظ الهي خشيتي في خافقي
فالخوف ليس كتابة أو مينا
وهذه معارضة (ابن الورد) للقصيدة:
حقيقة الكلمات عبرت عن نفسها وعجزت أن أعبر عنها. لكن إن شاء الله يتسع صدركم لهذه المداخلة – أعني المعارضة (باللون الأحمر):
وكرعت من كأس الحياة صنوفها
وصبوت عن درب الإله سنينا
ورتعتُ، أسقي ذي الجوارحٍ أقتفي
خلفَ اللذائذِ .. ليتها تُغـنينا
أغرقت نفسي في مجاهل صبوتي
ولهوت مع صحبي ، وكنت فتونا
وازددتُ من أخلاطِ دنيانا.. وما
عاودتُ رُشدا أو ذكرتُ منونا
عشت المباهج في حياتي كلها
فوجدت أجملها (التقى.. والدينا)
ووجدتُ عيشَ الصالحين وقد صفا
ووجدتهم حازوا الدنا والدينا
وبكيت ! ما أبكاني الآيُ الذي
بين اليدين، ولا أثار شجونا
فأثار عُجبي ذلك الدمع الذي
قد كان يهمي.. ما لهُ مسجـونا
لكن بكيت على انصرافي جملة
عن يوم ألقى خالقي محزونا
هـّلا فؤادي يوم سالتْ عبْرتي
هلاّ تركتَ من الذنوبِ فنونا
أين التقى؟ أيـن التورع ؟ إننا
بئس الخلائق للإله نسينا
وهو الإلهُ البَرُّ مُكْرمنا ومَن
ينسَ الكريمَ ؟؟ نسيتَ خلْقكَ طينا
هيا أفق ! يا من تضم جوانحي
يا قلبي العاصي، لم لا تكون معينا
انهل من الخيراتِ واجهد طائعا
واذكر وقوفا قد يطولُ سنينا
لا حول إلا في إلهي خالقي
أيقظ إلهي غفلة وجنونا
أنت المغيثُ وأنت سُؤْلي والرجا
أنت الملاذ لمن أتاكَ طعـينا
واحفظ الهي خشيتي في خافقي
فالخوف ليس كتابة أو مينا
وامننْ عليّ بعِصمةٍ في منطقي
كي – في القيامةِ – لا أكونُ حزينا