جُل أبيات هذه القصيدة كتبتها البارحة وأنا بين اختناقات الربو .. وتصريف الرقيب .. فإن لم تعجبك فالتمس لي عذرا عنوانه (ما على المريض حرج )


ما بال فكركِ سادراً يتألمُ
نظراتكِ الثكلى تُنِمُّ وتُعلِمُ

ما بال حالكِ حائراً متشتتاً
ما بال نبضكِ راجفاً يتلعثمُ

ماذا اعتراكَ أيا فؤادي عندما
هُددتَ أنك من دلالٍ تُحرمُ

هل عادك الوجد القديم مجللاً
بسحاب وصلٍ ما يُبلّ به فمُ

ما كان أروعه زمانا ضمّنا
إن الأكارم بالأكارم تُغرَم

جاد الزمان – وليس من عاداته –
بفتى كريمٍ بالهوى يتنغمُ

فوجدتكم يوم اعتلالي جانبي
والحرف يرسمني مريضا يبسمُ

ما زال يأتيني الصحاب بشعركم
وبعشق نجدٍ كان شعرك يختمُ

نتلوه جمعاً ثم نسكر بعده
فكأن حرفك للمريض مُنوّمُ

حتى إذا بَلّ المريض أتاكمُ
وجحافل الأشواق تترى، تُقدِمُ

سقياً لأيام الوداد فشأنها
عندي عظيم يوم كان يُباغمُ

لاغرو إن ذابت بمحض ودادكم
نجدية ٌ من صرمكم تتألمُ

بنت النعيم تضاحكت أقدارها
حتى ملافظها بـ (عذبٍ) توسمُ

لا .. ما ندمت على حروفٍ بيننا
فأجلُّ عذراءٍ بمثلك تحلمُ

كل العذارى – لو أردت خليلة –
تضحي فداك ، ومن ذي لا تستسلمُ


حتى إذا قلب الزمان مِجنّه
عاد الخليل يذمنا ، ويُحطّم

جاد الزمان بقربكم ودنوّ كم
لكن زمان الوصل عَجْلاً يُعدَمُ

وازورّ وقتاً كان أنساً جامعاً
وبدا الزمان لسوء كيدٍ يُبرِمُ

حتى إذا خان الزمان بأهله
وشكوت حظّاً ليته يتقوّم

ساءت بي الدنيا وضيّق رحبَها
حلقات كربٍ حول قلبي تُحكمُ

ما بال حرفكَ بالتباعد يُضرمُ
فيعود وقتي من فراقك يَلطم

قلتم (أعذبٌ هذه تدعونها؟
فهي العذاب بل البلاء الأعظم

ويقول (من كَرمي صرمـت حبالكم)
إن الكريم على الوصال يُعزّم

ما هذه أخلاق من ناجيته
دهرا ، فأودت بالقلوب الأسهمُ

أوما صدقتَ ببيت شعركَ قائلا:
حرف الـ (….) للعذوبة ِ يلثمُ

حتى إذا لاح الفراق تخاذلت
مني الخُطا، فالجيش حتما يُهزمُ

أخفيتُ وجهي من ملامة رفقتي
وآخيبتا ، بهزيمتي أتلثمُ

من كل عاذلة تُرددُ قولَها:
( مسكينة ٌ عذبٌ ) وفيها تُغمغمُ

وهربت والقدر المميت يقودني
للحتف لكن قلت ( يفديه الدم )

فأعود أذكر ما حُبيتُ وإنها
نِعمٌ عظامٌ جلّ من ذا يُنعم

يوم اصطُفيتُ على شريعة أحمد
يكفيني فخرا : أنني به مسلم


يا ويح قلبي ما جنيت ؟! لعلني
أخطأت قولا، والمعاني حوّمُ

بدء اختناقي : حين ثال حروفه
فأنا وئيدتها ، ووائدني هُمُ

ها قد حسمتُ ترددي وتلعثمي
وعزمت أمراً ، إن مثلي يَحسِم

لا تبتئس فأنا المناضل حرفه
ولقد هَزمتُ الجيش وهو عرمرم

وقتلتُ أشباه الرجال بكلمةٍ
حتى تلاشى من أمامي الأرقم

لكن عصيتُ بك الصلابة كلها
يا خير من يقسو عليّ ويَظلِم

أهواك أعلنها ، وقلبي عاشق
ولّى زمان بالحديث أجمجمُ

رحماك إني في هواك مُعذّب
وموحدٌ ، وعلى كلامي أقسم

هذا القصيد تطاولت أعناقه
فبذكركم شعري يُجَلّ ويُكرم

سأظل في دنيا غرامك مبحراً
وسلام ربي خير مابه نختم