أمس ،، وفي أثناء إحدى المحاضرات ، حاصرني خياله ، متمثلا بمقاله ، وارتسم أمام عيني حرفه ،، فحاولت جاهدة صرفه ، لما غشيني من رقة فلم يكن الزمان ولا المكان مناسبين لاستقباله .. وعدت أحاول توثيق عرى الوصل بين فكري وحديث أستاذتي .. ولكنه يأبى إلا أن يقطعه .. بوجد في فؤادي يزرعه ، ليستأثر بكل تركيزي .. ويسلب مني تمييزي .. فأرى فم أستاذتي يتحرك .. ولكني لا أعي ما تقول .. ولا أعي ما يقول.
ودام وضعي على هذا الحال .. إلى أن هداني الرحمن إلى أفضل طريقة .. تثنيه عما يريد تحقيقه .. ألا وهي إشغاله بما هو أهل له .. فدونت أبيات ألهيه فيها إلى أن يشاء الله ما يشاء .. ويشارف وقت المحاضرة على الانتهاء ..
نسيت أن أخبركم .. أن هذا الخيال زارني في آخر محاضرتي (قبيل الظهر .. أو قبيل وقت القيلولة)
جاء الخيال !! فمرحبا بقدومه
هل لِيثَ فكري ؟ أم سُقيتُ شمولا
وبكى اليراع على هوامش دفتري
يرسمك نجما لا يطيق أفولا
يرسمك غـيما ضاحكا متهللا
يرسمك وجها طاهرا و جميلا
غنّت بقلبي مفردات حروفنا
وأبى خيالك عن خيالي رحيلا
وغشاني سهو عن محيطي كله
حتى انثنيتُ مُغيّبا مشغولا
وتشتت روحي ، فإني سادر
أرجو وآمل للخيال وصولا
عفواً !! ففكري ثامل ، أستاذتي
لا تسأليني!! لن أجيد حلولا
ورغبت فيمن لذّ لي تعذيبه
وجعلته قبل المَقيل مُقيلا
قلّي وأصدقني الحديث مجاهرا
أتقيل عندي ! أم عزمت رحيلا ؟!
مسحورة ٌ ؟! كلي فداء طلاسم
مأسورةٌ ؟! يا من يزيد غلولا
أبدي “طناشا” والهوى يجتاحني
والقلب مني لا يزال عليلا
فأنا الحياة، إذا أردت تمتعا
وأنا القتيل ، إذا أردت قتيلا
وأنا اللذاذة والنعيم إذا بدا
حبل الوصال موثّقا مجدولا
يا خوف قلبي من زماني والنوى
كم أخشى دمعي أن يزيد هطولا
الطرف ساه ، والمودة جمة
ومصير وجدي تائها مجهولا
اليوم خصب ، والديار أواهـلٌ
لكنْ غداة قد تعود طلولا
حتى إذا لاح الوداع وبؤسه
خَشِيَتْ وُرَيْداتُ اللقاء ذبولا
يا ويح قلبي!! ما ترق لعذبة
أتكون أنت مع العذول عذولا ؟!
قرر مصيرا بات يجمعنا معا
كُلي انتظار ! لستُ ، لستُ عجولا