عندما نبكي ( عمر بن سبيل ) رحمة الله عليه .. فإننا لا نبكي رجلا اختاره الله إلى جواره .. فما الموت إلا منهل مورودُ ، وإنما نبكي شيخا فاضلا ( أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله سبحانه ) ، نبكي عالما نهل طلبة العلم من معينه لعلهم ينشرون ذلك العلم في أصقاع الأرض دعاة ومربين ، نبكي الفتيا في زمن الفتن الذي توارت في كلمة الحق إلا ما شاء الله ، وقل العلماء .. نبكيه فنبكي أنفسنا في زمن قل فيه الأخيار ، وكثر فيه الأشرار ..

اللهم اغفر له ولوالديّ ولجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ، وآنس وحشتهم ، واعف عنهم وعنا وتجاوز ، واقبضنا إليك تائبين طاهرين مقبولين ..

مـا للريـاضِ تـغـصّ بـالأحـزانِ * * * ويضيقُ في عينيّ كل مكـانِ
وتفـِـرُّ عن وجهي بـوادر فـرحـة * * * ويذيبني حزنٌ عظيـمُ الشانِ
نبكيـك ، نبكـي أهلنـا وشيـوخنـا * * * نبكي التفرق بعد حسـن تدانِ
نبكي صـروح العلـم، يهـوي ركنها * * * نبكي صروف الدهر والحدثانِ
نبكيك يا (عـُـمر) الشباب وقد مضى * * * قدر الإله فصـرت بالأكفـانِ
يا رب حكمـك لا اعتـراض بشأنـه * * * لكنّ حـزني قـد جرى بلساني
يـا ربنـا فارحـم جميـع شيوخنـا * * * وتلقهـم بالـروح والريحـانِ
واغفـر لأمٍ قـد رضعـتُ حنانـهـا * * * ولوالديْ ، واسكنهما بجنـانِ