ابدأ بنفسك فانهها عـن غيها
لا لا تكن فوق العناد عنيد

هل تأمرون الناس بالبرّ الذي
جانبتموه ؟! أللنفاق تُجيدُ

واعلم بأنك إن تودعنا غداً
لن يغنِ عنك النصح والتهديد

أهبلتَ ؟! ويحك كيف ترسم خطة!!
تربت يداك أللعذيب تكيد ؟!!

اعقل وكن في نصح غيرك مخلصاً
فغداً حروفـك : ناطقٌ وشهيدُ

أتخادع الله الذي تدعو له
فإذا الصحائفُ فاحماتٌ سودُ

يا من تخط الحرف لا تبغي سوى
أن يحتويني الهمُّ والتسهيد

ما جئتُ للساحاتِ (1) كي أحظى بمن
تحتاج منه إلى الحنان الغِيد

بل قري عيناً يا أخية إنما
دوني مهامهُ مهلكاتٌ بيدُ

دوني قريبٌ يُستبى من نظرتي
دوني حديدٌ شائكٌ وحديدُ

دوني دماءٌ سوف تُسفك إن طغا
حبي على عقلي ، فدوني الصِيد

أنا جئتُ للساحاتِ أكتب واقعاً
يمليه جيلٌ تائهٌ وشريد

ما بيـن عصر الانفتاح وديننا
تشتدّ أزماتٌ بنا وتزيد

فنجاهد الشهوات نرجو رحمةً
فاض الغرامُ وللتقى ترديدُ

فثوابت الدين الذي نسعى به
نحو الجنان يحيطها التفنيد

كلٌّ يحاول هدم جيلٍ مسلم
أعداءُ ديني ماثلون شهود

أعداؤنا يرجون نسف شريعة
وصفوا الديانةَ أنها : تعقيد

لكنّ ربي حافظ لكتابه
فمصير دين المهتدين خلود

هبنا هوينا في زمانٍ غابرٍ
ورسولنا حرفٌ حواه بريد

لكننا والله لم نطأ الخنا
دربُ السفالةِ بابه موصود

أحببتُ من كتب الإله غرامه
حبٌ نقيٌّ وِردُهُ المورود

واللهِ ما حظيَ المُريدُ بنظرةٍ
منا ، وإن لقاءهُ لبعيد

لكن حروفٌ صاغها لي عشقه
ومشاعرٌ مشتاقةٌ وقصيد

شاخ الغرام ُ، تعددت أدواؤه
وكساه من حدث الزمان برود

هذا أنا أختاه : عهدٌ بائدٌ
أفلا تموتُ صبابتي وتبيد ؟!

قد قلتِ قولاً يخدعُ القاري به
أملاه شيطانٌ عليكِ مَريد

(1) الساحات: منتديات شهيرة وقت كتابة القصيدة.