إلى من شق حرفه العباب ، وطاول نظمه أعناق السحاب،
سلامٌ لا يـُـقطع بهجر ديار ، ولايفتر لصرم أحباب ،
سلامٌ ألذ من نومةٍ هنية، بعد أكلةٍ شهية ، وأعذب من
الصبا النجدية ،
سلامٌ يحمل العتب ، الذي أظنه قد وجب ، على من جعلنا نتخطى أبواب صومعتنا ، لنشرب معه صـُـبابة من شوق ، خلنا دهرا أننا أرقناها ، فإذا بها باقية بقاء الوشم في ظاهر اليد ، ..
ألا فاعلم يا صاحبي أنه والله ماصيغت أحلى القصائد ، ودونت إلا إلا بيراع الشوق ومداد الفقد ، لصاحب تبع الهوى ، فنال الرضى ، فكان نعم المعين في زمن اللا مخلصين ، فهو بحق خير صاحب ، وبقربه الهم ذاهب ، حتى إذا ما غشاك حر الهجير ، أخذت تبحث عن مائك النمير ، لعل جرعة منه تـُـذهب الصدى ، فإذا ببحثك يضيع سدى ، فتنقلب على أعقابك لهفان مشتاقا ، فوالذي خلقني وخلقك ما الشوق بمهلكة، ولا الفقد منقصة ،، وإنما لكل حال مقال ؛
فإن كان شوقك لخود رعبوبة ، لها خد أسيل ، وطرف كحيل ، وقـَـدّ ٍ لـَـدن ، وصوتٍ رخيم ، وهمس دافىء ، يرفده تخير الألفاظ، وعذب المقال ، مع قسط لايستهان به من غنج ودلال ، فما أراك جانبت الصواب إن طغت محبته فصارت عـِـلقا ، ولا ولا لوم يلحقك إن اغرورق طرفك ، او اترع جفنك ، أو نـُـحتَ لنعيق البوم في خرابة قلبك ،
أيا شاعرنا المـُـفلـِـق لا تتردد في الرمي بأهزعك ، ولتكن ايهم من عنترة ، وآفق من حاتم ، ودعني أرفدك بالنصيحة، فوالله ما عـُـرض علي أمر من أمور العشاق ألا وعالجته ، ولا لعبة من لعب المحتالين إلا وأبطلتها ، فإليك نصيحتي وخذ بها .. ولتعلم رحمك الله أن أولى خطوات العلاج تكمن في هذا البيت :
اخضع وذل لمن تحب فليس في *** شرع الهوى أنف يشال ويعقد
فإن منعك غرورك ، فاسمح لي أن اطلب منك تتجنب ساح الحرب – قصدي الحب- فـــ:
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل **** وما اختاره مضنى به وله عقل
وعش خاليا ،، فالحب راحته عــنــــــا **** فأوله سقمٌ ،، وآخره قــــتـــل
واعلم ان لكل جفاء سببا ، فإن كان سبب جفاء صاحبك الغرور والكبر ، لأنك بغباء المحب أطلعته على منزلته في سواد عينك وسويداء قلبك ، فلعل جفاءه هذا اختبار لمكانته تلك إن كنت لا زلت مبقيا عليها.. فليس لك إلا أن تبثه لواعج الغرام تعريضا وقريضا ، فتقول مثلا :
بالله إن سألوك عني قل لهم *** عبدي وملك يدي وما أعتقته
أو قيل مشتاق إليك فقل لهم *** أدري بذا وأنا الذي شوقته
ياحسن طيف من خيالك زارني *** من فرحتي بلقاه ما حققته
فمضى وفي قلبي عليه حسرة *** لو كان يمكنني الرقاد لحقته
ثم اختم بما قاله ابن سيناء الملك :
(( أستعيذ بالله من ذنب يوجب عتبك ، ويملح عذبك ، ويصرف قلبك ، ويجعلك ثاني عطفك ، ويغيرك على إلفك ))
فإن استمرأ الإعراض فعليك بــ:
أما يكفيك أنك تملكيني *** وأن الناس كلهم عبيدي
( تستاهل نمشيها لك هالمرة )
وأنك لو قطعت يدي ورجلي *** لقلت من الرضى أحسنت زيدي
فإن تاهت عليك – وهذا طبع ملازم للنساء – فلوح بالغضب ممزوجا بالرضى :
فيا نسيم الصبا أنت الرسول له *** والله يعلم أني منك غيران
بلغ سلامي إلى من لا أكلمه *** إني على ذلك الغضبان غضبان
لا يا رسول! لا تذكر له غضبي *** فذاك مني تمويه وبهتان
وكيف أغضب ، لا والله لا غضب *** إني لما رام من قتلي لفرحان
أو قل له :
فلو أضحى على تلفي مصرا *** لقلت معذبي بالله زدني
ولا تسمح بوصلك لي فإني *** أغار عليك منك فكيف مني
وزد على ذلك قولك :
قلبي عليك أرق من خديكا *** وقواي أوهى من قوى جفنيكا
لم لا ترق لمن تعذب قلبه *** ظلما ، ويعطفه هواه عليكا
فإن أعرض عنك بعد كل هذه المحاولات ( فعز الله انا ورطنا ) ولكن إياك إياك أن تبدي له شيئا من الغيرة عليه .. فهذا لعمري هو مطلب النساء
وماعليك إلا ان تخاطبه ببرود قائلا :
(………………….) سقطت الابيات عنوة
ولكن توقف يا هذا !!!!!!!!!!!!!
لعل الواشين قد ذكروا له أنك قد أفشيت سرا ، فإن كان الامر كذلك فاسمح لي أن أؤنبك ، فهذه والله جريرة لا تغتفر ، وذنب لا ينفع معه عذر من اعتذر ، ولكن دعنا نحاول لعل وعسى أن تكلل جهودنا بالنجاح ، ولا أرى هنا إلا أن تنكر فعلتك المشينة هذه وتقول:
لعمرك ماستودعت سري وسرها *** سوانا حذارا أن تضيع السرائر
ولا تأل جهدا ببسط الكلام الذي من شأنه ترقيق قلبه ، وتخويفه من ربه ، فاكتب اليه :
إن كان يحلو لديك قتلي *** فزد من الهجر في عذابي
عسى يـُطـيـِـل الوقوف بيني*** وبينك الله في الحساب
وقل له أيضا :
حججي عليك إذا خلوت كثيرة *** وإذا حضرت فإنني مخصوم
لا أستطيع القول أنت ظلمتني *** الله يعلم أنني مظلوم
وحذره من الوشاة كما قيل :
إني بحبك مستهام مغرم *** وسوى هواك على القلوب محرم
لا تسمعي قول الوشاة فإنهم *** زادوا الكلام ، ونقصوه وزودوا
فإن فاء ، وخضع ، فبها ونعمت ، أما إذا استنفدت جميع هذه الوسائل ، بلا نتيجة ولا طائل ، فاعلم ان الله ابتلاك بمن هو لعشقك جاحد ، وبنفسه عليك ظان وباخل ، فليذهب إلى الجحيم ، لا أعاده الله ولا أرجعه ، وأشغله وأهمه وأوجعه، وخسف به قبل ذلك وزلزله ، فما والله يؤسف على أمثاله ، فـَقـَدرُهُ – أعزك الله – من قدر شرك نعاله و:
تـَـنـقـّـل فلذات الهوى بالتنقل ِ *** ورِد كل صاف ، لا تقف عند منهل
( يعني لو كنت متزوج فعليك بــ4)
وختاما :
فيامن جاء يعذل مستهاما *** على حلو الشمائل ما أمرّك
واعلم بأن :
محبتي فيك تأبى أن تسامحني *** بأن أراك على شيء من الزلل
_____________________
الأبيات جميعها لشعراء ..
والسلام