هل تعلمين وراء الحب منزلة
تدني إليك فإن الحب أشقاني
أما بعد – رحمك الله و رحمنا –
فلا تكلف نفسك عناء البحث عن العلاقة بين الموضوع و عنوانه، فبعض العناوين التي اختارها ما هي إلا محطات تمس أمني الداخلي، فلا تلق لها بالا ..
ولا تفكر كثيرا في صومعتي فما هي إلا ملاذ لجأت إليه باختياري، عن قناعه تامه بأن مثلي ما خلق للغرام ولا لسهر ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة ..
كل ما هو مطلوب منك يا صاحبي أن تستمتع بإطلاعي إياك على أمر لذيذ، مر، غائب، مقيم، وتتمثل بقول الشاعر ضاحكا :
ولا أكتم الأسرار لكن أنُمّها
ولا أترك الأسرار تغلي على قلبي
( أغركَ مني أن حبكَ قاتلي
وأنكَ مهما تأمر القلب يفعلِ )
وأني امتثالا للعهود وللهوى
شدوتُ بكم في كل نادٍ ومحفل
تحاشيتُ رأي الناصحين بهجركم
وأوقعت نفسي في شماتة عذّلي
وقد كنتُ عفتُ العشقَ أصلا وجملةً
وقد كنت عن نجوى القلوب بمعزلِ
أتذكُرُ إذ يممتَ نحو ديارنا
وأسقَيتَ سُقيا المُغرَمِ المُتَعَجِلِ
نُغَاثُ بحرفٍ منكَ يوما فننتشي
وتخضرُّ قيعانُ الهوى بتهللِ
وأطلقتَ سهما إثر سهم تريدنا
فجئنا بطوعٍ يا ملاذٌ لعُزلِ
وسلمتُ نفسي والحصون ومنزلي
وصرتُ أنا رهن الحبيب المُكَبِلِ
وصار فؤادي للمتيم منزلا
فأكرمُ خلقِ اللهِ حلَّ بمنزلي
ومنه خيالٌ لا يزال مؤنسي
أيا قصر ليليْ مع لذيذ التخيل
فما زال يغشاني كسابقِ عهدِهِ
وأُدنِيِهِ إدناءَ الحبيبِ المُدَلَّلِ
فإن كان حَينُ المرءِ يأتيه غفلة
فقد كان في حرف المسنجرِ مقتلي *
عقدتَ لنا في الحرف يا حِبُّ عقدةً
فأواه من سحرٍ ، و ليس بمُبطَـلِ
فأحظرُ كلَّ الخلق أبغيك واحدا
يَدين له ضعفي وحسن توسلي
لي الله كم قبّلتُ حرفكَ عامدا
فداك فؤادي !! أي بنان المرسل
تشوقت للتأنيب منه مرددا :
أيا هذهِ رُدّي السلامَ بأجملِ
فيهتفُ قلبي إذ يسابق أحرفي
(لك السمع) شأن العاشق المتذلل
ويهدي إليّ الوجه أصفر باسما
فديتك إن أغراك ذلي فأذلل
(مكر مفر مقبل مدبر معا )
وجيب فؤاد بالغرام قد ابتلي
تمر الليالي لا يرد سلامنا
فآه لقلبٍ منه يغلي كمِرجَل
وأفتح ايميلا وأغلق آخرا
وأبحث عن حرف يمينا وشمأل
فهذا فؤادي يستغيث بعزتي
أيا أخت نجد ويح عشقك أقللي
ونقسم ألا نستهين بوصلنا
وأن قرار الصرم غير مؤجل
فما إن بنيت السد بيني و بينه
تحيّل !! وآ لهفي على المتحيّل
وعاد رماد الوجد يبعث جذوة
حنثت بحلف منه لم أتحلل
ألا يا صبا نجد إذا سرت نحوهم
فضمي حبيب الروح هونا وقبّلي
وقولي له إن العذيبة أولعت
بحب بعيد الدار ، همي ومأملي
فلست أرى بشرا يلوح لمقلة
ولي كوكب إن يحلك الليل يأفل
سنذكركم ما دام في غسق الدجى
تعاودنا الأشواق لم تتبدل
عليك سلام ما رغبت سلامنا
سواء سكنت العين أم قلبنا الخلي
قفا نبك من ذكر المتيِّم قلبنا
فسُلَّ جنوني فيه يا دمع و انسل
( تجاوزتُ أحراسا علي و معشرا )
وكدت أجازى بالعقاب المعجل
ووالله لو يدرون كيف عشقته
أراقوا دمي في (ذي الحقاف العقنقل)
لعلك مأسور ، وعذب طليقة
فيا جارة يا ليت هذا يحصل
يحصل ِ… ويحصل ُ.. ويحصلا …. بكل التصاريف والحركات .. والوقفات والسكنات . ليته يحصل
* المسنجر: برنامج قديم للتواصل والمحادثة من مايكروسوف MS Messenger
كل الكلام اللي بين الأقواس لـ(امروء)