اصدح بصوتك شنّف الآذانا
واهدِ لربك تائهاً حيرانا

زلزل قلوباً قد تمادى غيها
واغسل هموم الروح والأشجانا

خوّف بآي النار من يهوى الدنى
وارسم لكل المهتديـن جنانا

واقصص علينا من مواعظه التي
تحيي القلوب وتنعـش الأبدانا

رتل علينا الوحي أيقظ همة
غطّت تناجي في الهوى شيطانا

واتل البيان المحكم الآي الذي
جلّ الإله بهديه رَبَانا

واقرأ من السور العتاق وإننا
المنصتون فوعده أغرانا

أنقذ بيوتاً قد كستها وحشة
عادت قبوراً ما حوت سُكّانا

اسلك بنا سُبُل الهداية قَوّنا
رحمَ الإله معلّماً قَوّانا

يا شقوةً غلبت سنين شبابنا
فلبسنا من لهو الصبا تيجانا

في السمع وَقْـرٌ، والبصائر غُشّيت
والدين منا مُوسَعٌ هجرانا

رانت على القلب المعاصي ويلنا
ماذا نقول لخالق أنشانا

أنقول عصيانٌ ؟! أهذا حقه ؟!
نحن العبيد نجازه العصيانا

فإذا تضَيّفت الشموس وسارعت
أرواحنا للقاء من سَوّانا

وإذا نزحنا عن ديار أحبةٍ
وغدا العزيزُ محقّراً ومُهانا

مُلقى بلحدٍ موحشٍ في غربةٍ
وجدَ الأنيسُ بلحدهِ القرآنا

قال الإله اقرأ ورتّل وارتق
أنعم بعبدٍ خاف من لقيانا

يا شيخنا يا ذا الحَذاقيّ الذي
كم ليلة بِهَزِيمِهِ أبكانا

مزمار داود وُهِبتَ وإننا
نَلقـَى بترتيلٍ لكم سلوانا

وإذا نَحَطّتَ تفتّت أكبادنا
فإذا بُكاكَ لشجوه أبكانا

وتيقّظَ الخوفُ الذليل لخالق
جبروته سبحانه عرّانا

فإذا بروح العبد تُعلن سوءها
وبكل ضعفٍ ترتجي المنانا

فهو الرحيم بأمةٍ قد أُشغـِلتْ
عن دينها ، يا ويل من أغوانا

نسأل إله الكون أن يجزل لكم
كأس المثوبة مترعاً إحسانا

ويطيل عمرك بالصلاح وبالتقى
ويثيبكم من عنده غفرانا

ويغفر لعذب الكلام والقارئ الكريم .. آمين آمين