المتيم

صبا من رُبى نجد هنا وضّاح ِ * * * ونسيم عطـرٍ مسكرٍ فـوّاح ِ
حيّ الصِوان وأهله وابثث لهم * * * أشجان صـبٍّ مغرم ملتـاح ِ
قد شفّه حرّ الجـوى متولهـاً * * * يبكي على عهـدٍ قديـمٍ راح ِ
قد جاء يطلب ودكـم مستجديا * * * كرم السجايا عندكم بطمـاح ِ
يا عذبة الألفـاظ مدي لي يدا * * * واسقي بها راح الهوى بالراح ِ
وتخطري وسط الفـؤاد تكرما * * * وترفقـي إن المتيـم طـاح ِ
عجبا لريم ٍ قيدت مستأسـدا ً * * * مأسورها لا يرتضي بسـراح ِ
يا ساكني نجدٍ أما من رحمـةٍ * * * بوصالكم أو بلسماً لجراحي؟
أوّاه إن أهدت إلينـا بسمـة ً * * * سحرية ً تسـري مع الأرواح ِ
تحيي بها دنف الفـؤاد متيمـا * * * به طعنـة من حبكم نفـّاح ِ
قسما لنظرة طرفكم عندي كما * * * أجـر الغـزاة بغدوة ورواح ِ
فإليكمُ خيـر السـلام تحيـة ً * * * ومن شيح نجدٍ طيب الأرواح

صبا

منّـا سـلامُ إليـكمُ يا ذا الـذي * * * أهدا السلاما بعطـرهِ الفـواحِ
هذا الهواء يا مُّدنف صعب الجوى * * * هل قد سمعت بعاشقٍ مرتاحِ؟
يا صاحبي ما في الغرام غضاضةٌ * * * لكنهـا الأغلال تثقـل راحـي
عـادات أقـوام ورؤيـة سـادةٍ * * * جعلت فـؤادي مثقـلاً بجراحي
يا سيـدي دون الفـؤاد متاهتـةٌ * * * بيداء .. تودي بغازيٍ مجتـاحِ
ولذاك قلـبـي – يا فداك – مُلغّمٌ * * * لا.. لا.. يصله مُجاهدٌ بكفـاحِ
أواه لا تفتـق جراحـات الظنـى * * * إني عليلٌ !! هل وفى إلماحي؟!

المتيم

ردت سلامي لا عدمتُ سلامَهـا * * * فسلامُهـا، بردٌ بـه استرواحي
ولقد فهمت الشعر يا أحلى المنى * * * فعمي صباحا يا صبـا وارتاحي
ولقد عرفت الحـب لما عرفتـكِ * * * ولقد طعمتُ المرَ في التَلمـاح ِ
يا ويل قلبي قد سُبقـتُ لقلبهـا * * * ما فاز قلبي في الهـوى بفلاح ِ
وتعـذرت عـادات قـوم سـادة ٍ* * * قالت بها قد أثخنـوا بجـراحيِ
روحي فـداكِ يا صبـا حتى ولو * * * ألقى مصيـرَ ابن اليمنْ وضّاح ِِ
يـا عذبـة ً إن المحبـةَ عندنـا * * * غمرٌ، وليس الغمرُ كالضحضاح ِ
ضاع الهـوى وتـبـددت أحلامهُ * * * كتـبـدد الأسحـارِ بالإصبـاح ِ
لكنَّ أخـوف مـا أخـاف مليكتي * * * لَصبابـة كسحـابـةٍ ملحـاح ِ
شكـرا لـرد منكـم عـذبٍ جميل * * * وكفى الصِّراحَ براعة ُ الإلماح