هو أستاذي وسيدي. وعلى الرغم من جفاف تواصلنا وندرته.. إلا أنه زرع في أقصى الفؤاد احتراما له منقطع النظير.. وأوجد له تقديرا خاصا يسمو فوق كل عاطفة جبل عليها بنو البشر.
غـُص حلقي بالعبرات.. وتلألأت المآقي بالدموع وأنا أقرا رسالته التي وافني بها البريد – بعد طول عهد به – يذكر بها اعتلاله بين الفينة والفينة.. ما ملكت وقتها إلا أن أرد عليه ردا مرتبكا لا يعدو بعض مفردات حائرة.. أغلقت على أثرها جهازي.. وغصت في دنيا الألم..
إلى سيدي (الجذور) أهدي حروفي المتشحة بالقلق عليه.. وأسال الله له الشفاء من كل داء.. وأن يبقى بحول الله دعامة من دعائم هذا الصرح..

أتاني الحرف ، فارتجفت عظامي *** شكى فيه السقامَ بنو الكـرام ِ
وجالت زفـرةٌ حـرّى بصـدري *** وضاق الجو من سُود الغمام
وزادت حلكةٌ – في الليل – حولي *** فلا أضـواءَ في ظـل القتـام
ألا يا ريحُ هلاّ سرتِ شـــرقاً *** تحيـيـّه وتهديـه سـلامي
فديتك – سيدي – والقول جـَفـلٌ *** فديتـك بالجلائـل والعظـام
فخذ من صحتي، دعني عليـلا ً *** وزدني من سقـام في سقـام
فما أنسى له المعروف دهــرا *** ووقْفَـتـه وفيني البحر طامي
أخاف عليه من ضيم الليــالي *** وأوليه – لو اسطعت – اهتمامي
ألا يـا رب خفـّـف مُـشتكاه *** وزده صحـة فـي كـل عـام
وأسبغْ أنعـُـماً كبــرى عليه *** وزده إلهي من عِـزِّ المقـام
جفاني النوم حتى خِـلت روحي *** ستحرسكم وأنتم في المنــام
سـألـت الله في داج الليـالي *** ليبقيكم ،، وربي خيـر حـامي