نعم
أنا تاء التأنيث التي حاربها النحويون مدعين أنه لا يوجد لي محل من الإعراب !!؟؟
فعلّموا -هداهم الله- حتى الأطفال أن ينكروا وجودي.. وضيقوا على الخناق فلا محل لي عند صغير ولا كبير.. ولا.. لازم ولا متعد !!؟
حتى إذا ما طلب أحد الأساتذة إعرابي في جملة كـ (ذهبت الفتاة) كان الجواب: تاء التأنيث مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب
وحيث أن دوام الحال من المحال.. وان بعد الضيق فرجا.. وبعد الهزيمة نصرا.. وبعد الضعة عزا
فهاهو الكمبيوتر الحبيب لا حرمني الله إياه ينتصر لي بعد آلاف الأعوام.. ويرفع رايتي عاليا.. مؤكدا أنني أنا المرغوبة.. ضاربا بكلام النحويين عرض الحائط
ففي صديقي الكمبيوتر ما أن تتصدر تاء التأنيث السحرية الموضوع مثل هل من مرحب فإني صديقــة جديدة
إلا وتجد الرضى يسكن كل خلية من أجساد المتصفحين.. وترى الوفود عليه تتقاطر.. وكالشهب من كل ناحية تتناثر
شعور يثلج الصدر.. ولا تستطيع معه أن تجد العذر في مغادرة الكتابة
فإذا مر من الزمن أسبوع.. بدأت الآهات.. والدموع.. وبدأ البعض يصرح بغرامه إيميليا.. ويبث الشكوى أيسكيويا*.. والمشاعر تنهال عبر الحروف يمنة ويسرة.. تعطر الصباحات العسجدية.. والمساءات الندية.. تطلب الرضى من تاء التأنيث السحرية.. فهذا رومانسي يدون أبياتا غزلية.. وذاك يرسل كرتا.. وهذا يغلف كلامه بالإعجاب المنثور.. وهو في كل ذلك معذور.. معذور.. وهناك خجول يلمح من بعيد بالغرام القديم الجديد
وبين كل رسالة ورسالة تنثر أرقام الهواتف؛ عساها تساعف في بث ما التهب من العواطف
لله كم أضحى الفؤاد المقحط معشبا.. والروض الجاف مربعا.. فالكل هيمان.. ومن الغرام نشوان
وما هي إلا شهور
حتى ضيع الـ(ضمير) الجميل مساره والدليل.. وأصبح قلبه عليل.. فحار الفكر مع كثرة الأحباب.. وداخَل القلب الاضطراب.. فأصبح التوحد بالعشق محالا.. فالكل لديه خصائص ومميزات.. تضيف إلى الشتات شتات.. حتى إذا ما استفحل الوضع.. وذهبت السكرة.. وجاءت الفكرة.. وخلت تاء التأنيث إلى نفسها تفكر في وضعها الجديد برهة.. وتطلب حلا لهذه المعضلة.. فما تراها فاعلة !!! ؟؟؟
عاد عليكم الجواب.. أنا وش دخلني.. أنا أظل لا محل لي من الإعراب.. والمهم عندي إني وصلت إلى المكانة التي كنت أنشدها من قرون.. وتربعت على العرش.. عرش قلبه.. غصب عن سيبويه وربعه.
* أيسيكويا: نسبة لأحد أشهر برنامج المحادثة في تلك الفترة، برنامج ICQ.