أما بعد،، فلله الحمد من قبل ومن بعد.. أولا وآخرا.. وظاهرا وباطنا.. الذي خلق لنا قلوبا لا صخورا ..وهيأ لنا إلقاء عصا الترحال بجوار من نهوى.. فاستقر بنا النوى عند من نستلذ معه النجوى، استودعناه السر فكان افضل مستودع و هيأه الله لنا فلا يرى بنا ولا يسمع، فأوينا اليه نستظل بظله. و نعطيه من الغرام جله.. فهاهو نعم الخليل و شفاء القلب العليل.. فهمنا به حتى احببنا من أحب.. وتمنينا ان نحمل عنه الهم والنصب.. ولم ندع مواصلته.. او نغفل عن مراسلته.. وما ذلك الا لعلمنا الاكيد ان حرفنا له شفاء.. واننا وان كنا الداء فنحن والله الدواء.. وأهديناه صافي الود. وجعلنا الوفاء بيننا وبينه أول وآخر العهد.. ونحن على علم بغائلة الزمان. وحرصه على فرقة الخلان.. فما ان يأتي ذكر الفراق.. وتقلب الاحوال.. حتى ترجف منا القلوب.. وتغرورق المآقي بالدموع.. هذا والفراق لم يحل بعد.. فنستبدل الحديث بحديث.. لنبعد هذا الشبح المخيف.. عن قلوب لها رفيف.. و اكاد اسمع وجيب فؤاده يقول :
ياليت ربي ماخلق حب و فراق ** و الا خلق حب على غير فرقى
فتقتلني هذه النبضه اليائسه و أقول :
لو قدر الله نفترق ..
يمكن أموت ..
يمكن من الحزن احترق ..
ولعلمي الاكيد .. أن الدنيا تمتلئ بالكيد .. ولأني امرأه غيور وغيرتي حمقاء.. لا ياتي من ورائها الا كل هم وبلاء.. لذا فقد سألته يوما..
(( افرض اني قلت لك شد الرحال .. !!!
تشدها ؟!! ))
فأجابني.. كيف ستقولين هذا في يوم و انا لن يصدر مني ما يدفعك الى مثل هذا القول.. ألا تعلمين اني قد اعتزلت النساء الاك.. اما انت فلازلت تصولين وتجولين.. وتضحكين وتمزحين.. وانا صامت ساكت.. الا ان الغيره تاكل من كبدي.. راض بك كما انت..
و ان كنت على علم بتفاهاتك.. الا اني على يقين من اني الوحيد المتربع على عرش ذاتك.. و لا اقول سوى..
لا صار لي قلبك وروحك ووصلك … لا قافل باب و لا باني سور ..
فضحكت من حديثه وقلت:
هذا تخلص ظريف و لكن لا زالت تريد الاجابه عن سؤالها ” اللعابه ” ..
و سأعيد عليك السؤال أيها التلميذ الكسلان..
(( افرض اني قلت لك شد الرحال .. !!!
تشدها ؟!! ))
فاجابني بهمسه المذيب و هدوؤه الغريب:
كان الجسد يقوى على غيبه الروح .. فانا قويت اصبر على بعد خلي
وأردف قائلا :
و لكن لو “شطحت” بكِ الغيره يوما.. و قطعتِ حبل الود.. وأبيتِ الرد.. ونفضت يدك مني.. وأغلقتِ “موبايلك” عني .. فلا املك حينها الا ان اقول:
رد النظر خليت بالكف جمره .. لهيبها في داخل القلب شباب
يوم وشهر عزاه والعمر مره .. والناس واجد لكن الولف غلاب
فضحكت تيها .. وأغراني جوابه بتجربة الفراق.. و لكنه عاجلني بسؤاله:
.. و انتِ ماذا ستكون رده فعلك ان صرمتُ حبل وصلك ؟؟!!
فسكتُ قليلا.. لأن سؤاله أثار في نفسي الغيظ.. فهل هناك من يجرؤ على ان يصرم حبال ودي ؟؟
الا مجنون او مهذري !!!!!!!!
فاجبته حالا:
اسهل من كذبه على شفه طفل
فرقا الاحبه يا هوى …
لا طاحت نجوم السما ..
و لا تاه في الظلمه قمر ..
لا تاقف الدنيا .. و تسال عن خبر مابه جيد ..
فقال: خير ان شاء الله… يبدو انك مللت حديثي..
وراك .. عسى ما زعلت ؟!
لا ، ولكن على حد قولك.. فإن سؤالي تافه.. سؤال عن خبر مابه جديد..
فاستدركت قائله: ولكن قلبي يقول غير ذلك..
ماذا يقول ؟
الوكاد اني ابصحي في تالي ليل .. و من الوله .. بسال عليك ..
و بعتذر عن كل شي ..
ماللهوى عندي عذر ..
و باعتذر عن كل شي ..
الا الجراح ..
ماللجراح الا الصبر ..
و ان ضايقك اني على رقمك ادق .. في ليلة الم ..
فبعتذر ..
و كلي ندم ..
عن كل شي ..
الا الهوى ..
ماللهوى عندي عذر ..