وتكبر.. وتتشعب علاقاتك.. وتتعدد الوجوه التي تتعامل معها.. وتتعدد المواقف التي بينك وبين البشر.. وتقابل بعض الاشخاص الذين لاهمّ لهم في هذه الحياة، إلا انهم يضايقون الناس.. كذا !! مزاج!!

يقابلك بعض الاشخاص بمواقف.. وأحاديث.. وحروف.. واتهامات تحبطك.. تنال هنا تبدأ بالغليان.. يبدأ نبضك بالتسارع.. وضغطك بالارتفاع ويبدأ تفكيرك بالبحث عن(ألذّ) السبل للانتقام

انتبه -ياأخي- ان قلبك لا يضخ دما.. انه يضخ شيطانا يجاهد ليسكن كل خلية منك.. يجاهد لعلك تسب وتشتم وتنال من غريمك..يجاهد ليجر خطواتك من خلال سيطرته على انفعالاتك الغضبى الى حياضه.. الى ورده.. الى جهنم

هنا نتمايز الى :

قسم مسكين مسكين.. ماتطوّل معه صداقة الرجال.. يستحق الشفقة.. فهو يلهث للنيل من غريمه عن طريق اليد.. او اللسان مختارا ابشع الالفاظ والصفات لينعته بها.. متناسيا قوله عليه السلام (سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ) وقوله (لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بالفُسُوقِ، ولا يَرْمِيهِ بالكُفْرِ، إلَّا ارْتَدَّتْ عليه، إنْ لَمْ يَكُنْ صاحِبُهُ كَذلكَ)ـ

وإن لم يستطع فهو يكتفي بان يحمل مشاعر الغل و الحقد والحسد القابلة للانفجار في أي وقت.. وكأنه لا يعلم بقصة الرجل الذي شهد له الرسول الكريم بدخول الجنة.. فلزمه عبد الله بن عمر ليرى ما يصنع 3 ليال.. فلم يجده يعمل شيئا متميزا .. ولا يقوم الليل.. فساله ابن عمر فقال: ما هو الا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله اياه.

قسم من المحسنين الذين منّ الله عليهم بالحلم والرفق يضعون امام اعينهم دائما قوله تبارك (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)ـ

هؤلاء تصبو لهم القلوب.. وتبحث عنهم العيون .. ونشتاق اليهم.. هم كما اخبر سبحانه (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) بل ان بعضهم يرقى الى ماهو أكثر من ذلك فيتبع عفوه احسان متأسيا بالله سبحانه فعن ابي موسى الاشعري، ان النبي عليه السلام قال (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم)!!!؟؟؟

ولكن ماهي الاسباب التي تودي بنا الى الغضب فتحرمنا من الاجر؟؟

ذكر الشيخ السلمان في كتابه موارد الظمآن اسبابا موجزها

1- الكبر والعجب بالنفس: فالمتكبر سريع التاثر بما ينافي عظمته وخيلائه مسكين ياحراااام

2- مصاحبة الاشرار الذين يوهمونك ان الغضب رجولة.. والتهور بالرد شجاعة. فيقول احدهم: انا لا اصبر على مكروه ولامكر !!؟؟
وهو في الواقع يقول: انا لا عقل فيّ ولا حلم

3- الوشاية والنميمة وربما تكون الكلمة المنقولة لا أساس لها من الصحة أو تكون مبهرة لك مخصوص لكي تستمتع بمذاقها على حساب اعصابك وسعادتك


حسنا توفر لك سبب الغضب.. وتناهى الى سمعك او وقعت عيونك على احرف تلمح او تصرح بما يريدون قوله.. ماذا ستصنع؟؟

هل ستقابل النباح بالنباح فتنحدر بنفسك التي اكرمها الله من مستوى الانسانية الى مصاف البهائم

أما ترى الاسد (تُخشى) وهي صامتة * * * * * والكلب (يَخش) لعمري وهو نبّاحُ

يا أخي،،،

ان تأكدت فعلا ان ما قيل صحيح وانك المقصود فنصيحتي لك اعرض عن اللغو.. اعرض عن الجاهلين.. وكأنك لم تسمع شيئا ودع قافلتك تسير.. وعد الى نفسك وفكر: هل ينطبق عليك بالفعل ما قيل.. ان كان نعم.. فأصلح ذاتك.. فكلنا ياأخي خطاؤون وخيرنا التوابون.. لا يوهمك البعض بأن رجوعك الى الحق واصلاح ذاتك عيب

ألسنا جميعا نصبح على قول (رب أحسن خاتمتي) ونبات عليها.. أليس حسن الخاتمة يقتضي معرفتنا بأخطائنا في حق انفسنا والغير.. ومن ثم الاتجاه الى اصلاح ذواتنا؟؟

اذا مــا سفيهٌ نال مني نائلا * * * * * من الذم لم يجــرح بموقفه صدري
أعود الى نفسي فإن كان صادقا * * * * * عتبت على نفسي وأصلحت من أمري

ثم أغض عمن نال منك.. واصفح وسامح

فان كنت ترجو في العقوبة راحة * * * * * فلا تزهدن عند المعافاة بالأجر

وكن رفيقا واعلم ان (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ) كما ذكر عليه السلام

وتأكد ان العنيف الذي اراد النيل منك بطريقة شريرة انما هو شؤم على نفسه دنيا وآخرة.. قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) هل تريد بعد ذلك ان تكون من اشر الناس منزلة عند الله سبحانه يوم القيامة.. يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب(سليم)!!؟؟

هذا الموضوع اهديه نصيحة لكل رجل رشيد.. مصداقا لقوله صلى اله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة حين بايعه على الاسلام فشرط عليه الرسول صلى الله عليه وسلم (وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ).. والسلام عليكم