إلى من يهمه الأمر
مع كل سنة نكبرها.. ومع كل محطة عمرية تقف فيها -أيها المسافر- تجد انك في أمس الحاجة إلى المشورة؛ فكم هو صعب اتخاذ القرار، وكم هي قاتلة تلك اللحظات التي نصارع فيها التردد بين الإقدام والإحجام.. بين القبول والرفض
وشئنا أم أبينا فلا محالة من أننا جميعا مضطرون في أوقات كثيرة إلى اختيار المسار وتقرير المصير.. وهذا الاختيار يتوقف عليه نجاحنا أو فشلنا في الحياة
اتخاذ القرار ليس مرتبطا بالدراسة أو الوظيفة فحسب.. ولكنه يمتد معنا ليشمل جزئيات كثيرة.. فهو مرتبط باختيار الطبيب.. والصديق.. والزوج.. والسفر.. والمكوث.. وغير ذلك كثير
يا إلهي!!!! كم ينتابنا القلق.. والأرق.. والتردد.. والموازنات ونحن بصدد اتخاذ القرار
يا إلهي!!!! كم من وجوه البشر العارفين حسني الطوية نستعرضها متوخين صواب رأيهم.. ومستنيرين بهم!!؟؟
وكم من الحكماء الذين عجنت عودهم الحياة نتجه إليهم.. لعل عصارة حكمتهم تكون لنا هاديا ؟؟!! متناسين أن هؤلاء وأولئك ما هم إلا بشر حجب عنهم الغيب.. وأعيتهم معرفة المستقبل، وقد لا يكون بالضرورة رأيهم صائبا
متناسين أن أعرف العارفين وأحكم الحكماء الذي يعرف ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وقدراتنا وإمكاناتنا.. الذي يعرف مالنا فيه الخير (دنيا ودين) قد فتح ذراعيه داعيا عبادة لاستشارته – سبحانه في أي أمر تافه أو عصيب.. في أي وقت من ليل أو نهار من خلال دعاء الاستخارة،، دون أن نضطر لضرب موعد للقائه.. أو تزين بملابس.. أو تنميق كلام
لا نحتاج عند اخذ رأيه إلى شرح السلبيات والإيجابيات في الاختيارات المعروضة علينا
إلهنا الكريم وعدنا بان يسخر لنا ما طلبناه إن كان فيه الخير لنا دنيا ودين.. أو يصرفه عنا إن كان عكس ذلك
ليس هذا فحسب بل إنه سبحانه تعهد أن صرفه عنا لسوء مردوده علينا أن يسبغ علينا حلل الرضى مهما كانت نفوسنا متعلقة بحدوث ذاك الأمر
سبحانك يا ربي،، جهلنا فحلمت.. وأعرضنا فأقبلت
أشهد ألا إله إلا أنت.. استغفرك وأتوب إليك