خلال متابعتي لإحدى القنوات الفضائية وإن كنت ممن لا يحرصون على متابعة الرأي لسماجة أجدها في موضوعات الطرح إلا ما شاء الله،، خلال هذه المتابعة وجدت نفسي ارفع سماعه الهاتف واتصل بأستاذه لي أرضعتني حب العربية مذ عهد إليها بتعليمي بالمرحلة الثانوية، وبعد أن بثثتها آيات شوق طالما تلذذت بتلاوتها في محراب تبجيلي لها سألتها:
يا أستاذتي ما الفرق لغويا بين الحرب والطرب؟ فوالله إني اشعر أن هناك فرقا بلاغيا بينهما.. ولكني عييت عن أضع يدي عليه.. فهلا ساعدتني أكرمك الله؟
وبعد “دش” دافئ منها طالما أمطرتني بوابله الصيب غير الطيب خاصة وأن كل قطره فيه تحمل منها عتبا على إن تخصصت في دراسة الإنجليزي وكان الأجدر بي أن أسير على خطاها واتخذ العربية مأوى ليس فقط لخلجاتي وسوانحي وإنما لدراستي وتخصصي.
بعد هذا العتب اللذيذ ذكرت لي – وقاها الله حوادث الزمان – ان هاتين اللفظتين (حرب – طرب) يجمعهما لون واحد ضمه باب واحد من أبواب البلاغة.. الباب باب البديع واللون هو الجناس الناقص..
فا الفرق بين الحرب والطرب إنما هو في إبدال الحاء طاء.. والسكون فتحه على الراء.. وعلى ذلك فان بينهما خلافا من وجهين..
وبعد أن أغلقت الهاتف حاولت أن أطبق ما تعلمته.. فبحثت عن مفردات مشابهة.. وكان أول ما تراءى بين عيني كلمه “عَرَب”
التي قمت بوازنتها مع المفردتين السابقتين.. فوجدت أن بين “عَرَب و حَرْب” جناس ناقص لاختلافهما من وجهين؛ الإبدال بين الحرفين “ع و ح” وإبدال الفتحة سكونا..
ولكنني حينما وازنت بين ” طرب وعرب ” وجدت أن هناك جناسا ناقصا من وجه واحد فقط وهو الإبدال بين “الطاء و العين”
وخلصت إلى نتيجة تدمي القلب وهي أن الـ “عرب” اقرب بل الصق بالـ”طرب” من الـ”حرب”
عذرا لعلي لم اذكر المتابعه التلفازيه التي حدت بي الى محادثه استاذتي باختصار:
كنت اشاهد احدى قنواتنا العربية التي تفضلت مشكورة! بعرض مشاهد لحروبنا مع المعتدين وعلى رأسها المشهد المأساوي لقتل الطفل البريء “محمد الدرة” يتخلل هذه المشاهد مقاطع من أغنيه عربيه اتحد فيها مغنون من جميع البلدان “أسوة بمايكل جاكسون وربعه” عرفت فيما بعد ان اسمها الحلم العربي..
يغنون فيها للعرب و يطلبون من الله النصر؟!!
وقد وقفت فيها نجوى كرم في ابهى حللها المختصرة علويا.. بين نبيل شعيل وعبدالمجيد عبدالله!!
وانطلقت من ناحيه اخرى “ديانا حداد” تصدح بحركات تشنجيه لنصره العرب..
لله كم كان جمعهم مرحوما!!!.. (ولا أتعالى على الله سبحانه فهو اعلم)..
نساء متبرجات.. اشباه رجال لاهون.. يتمايلن فيتمايلون.. ينعقن فينبحون.. يسألون الله النصر!!!.. يا الهي الا يخجلون؟؟
وبكل جزء من الساعه يعيدون.. مشاهد الحرب.. تتخللها مشاهد الطرب.. وتحس انك تتقطع من اجل العرب.. لله كم انتم مقلعون.. كغثاء سيل تموجون.. مطربون.. مطربون.. مطربون..
ما أسرع ما يتناسلون.. وفي كل يوم ينضم الى حلق الطرب “مجددون”..!!!
قاتلهم الله أنى يؤفكون..
وللإنصاف فقط..
فحين نجد العرب من صغيرهم لكبيرهم تتقطع قلوبهم لما يحل بإخوانهم المسلمين.. تستفزك بعض القنوات التي تدعي أنها الناطق الرسمي باسمنا.. بالتمايل والتراقص والمجون باسم “المسلمين”!! ومن اجل قضيه “الأقصى.. ثالث مسجد تشد إليه الرحال”
لماذا تحيلنا القنوات اللا مسؤولة الى شعوب بلهاء غبيه؟؟
لماذا تخلط بين مواقف الجد والهزل؟؟ حتى و ان كان لكل منا مشاكله وهمومه واهتماماته ومعاصيه.. الا ان دم كل عربي يراق له مساحه اليمه في الوجدان.. تجعل من أعطي ذرة إحساس يترك اللهو جانبا ويجأر الى الله ان لايؤاخذنا بمعاصينا.. صرحنا بذلك أم لم نصرح..
ماذا لو استبدلت هذه القناه السمجة هذه الأغنيه التي كانت تبث بين كل منظر ازهاق روح مسلم.. ماذا لو استبدلتها بقارئ يتلو آيات يعد الله بها المؤمنين بالنصر؟ ويتوعد اليهود بالعذابين؟؟ الم يكن ذلك كفيلا بان يبعث في نفوسنا الاطمئنان والترحم بدل الغيظ.. أليس ذلك اشد وقعا بالنفوس واكثر احتراما لنا كمسلمين يدافعون عن مقدس..
و”إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”
اعذروني ان لم أحسن التعبير عما يعتريني..
وسلام على المؤمنين والحمد لله رب العالمين..