مقالة
0
أقسام رئيسية
0
أقسام فرعية
0

منشور باسم مستعار: صدى الأحزان

27 أبريل 2003

تعريف بكتاب: صديقي لا تأكل نفسك، عبد الوهاب مطاوع، دار الشروق، القاهرة. عدد الصفحات: 114.

كان يتلقى الكاتب دروة عن الصحافة في إنجلترا ، وفي إحدى المحاضرات وبينما كان يستمع للمحاضرة ، طلب المحاضر من كل واحد منهم أن يكتب عن الرحلة التي قاموا بها قبل يوم …. ، وبعدها نزل المحاضر يتفقد ما كتبه الحضور من خلال السطور الأولى حتى دنا من الكاتب ، فقام هذا الأخير بمد ما كتبه كما فعل نظرائه ، إلا أن المحاضر نحى يد صديقنا ( الكاتب ) جانباً وقال له سأقرأ ما كتبته بعد قليل ، لكني جئت لأسالك ماذا يأكلك ؟

( ماذا يأكلك ) ، هو تعبير مجازي يستخدمه الغرب ، يعبر عما يفعله الاكتئاب والقلق بالإنسان ، وهو تعبير معروف عند علماء النفس .

فالقلق يسبب توتر الأعصاب وحدة المزاج ، الأمر الذي يحول العصارات الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانها ، حتى تصيبها بالقرحة حتى تتلف المعدة أولا ثم تلتهم بقية الأعضاء ، فأمراض القلب وبعض أمراض المخ تنتمي جميعها إلى الجد الأكبر على حد التعبير الذي هو ( القلق أو الاكتئاب أو الخوف من المجهول ) .

كل إنسان يخاف من شيء ما ، من المرض أو الفشل أو فقد الأحبة ، لكن المهم هو تعلم كيفية المحافظة على الخوف الإنساني في حدوده الطبيعية ، فلا يوجد واحداً من المشاهير إلا وقد لاقى فشلاً ذريعاً ،أو إخفاقاً في تحقيق هدفه ، فحول مجرى حياته إلى الطريق الذي لمعت فيه عبقريته ، فلو لم يصب بيتهوفن بالصمم ، لما ألف سيمفونيته الخالدة ، ولو لم يصب طه حسين بالعمى لخلت الجامعات الغربية من رسالته في الدكتوراه .

لذا كف عن الشكوى مما تضيق منه ، فمن لا يجد سعادته في حياته الخاصة ، يبحث عنها في حياة أخرى جديدة ، أو عند أصدقاءه ومن لم يجدها عند أصدقائه يبحث عنها في عمله وهكذا ، فلا يجب عليه أن يقف عند حد معين ، ويقول بأن الدنيا وقفت عند هذا الحد ، بل استمر وابحث إلى أن تجد سعادتك الحقيقية .

فإذا عجزت فهنا المرحلة الثانية ، حاول أن تتواءم مع تلك الظروف ، بأن تتواءم مع عملك مثلاً وأن تحبه وأن تكتشف جوانبه الإيجابية ، حتى لا تعيش رحلة عذاب أبدية كما في أسطورة ( سيزيف ) الذي غضبت عليه آلهة الإغريق فحكمت عليه بحمل صخرة كبيرة من السطح إلى القمة ، وكلما وصل إلى القمة ألقت الآلهة الصخرة للسطح مرة أخرى ليحملها من جديد للقمة ، لذا لا تكون ك سيزيف .

التمسك بالأهداف ، والتوطن على احتمال عثرات الطريق لأن، تحقيق الآمال يحتاج إلى الصبر ، ولأن ما نؤمن به في أعماقنا يستحق ما نتكبده من ألم ومقاومة .. لذا ثق بنفسك ، وانسى التجارب الأليمة ، وشارك في الأنشطة الاجتماعية ..

إذا كنت حائراً، هل تقترب من الآخرين أم تبتعد ؟ أو هل تثق بالغير ، وهل تبوح بأسرارك ، أم تكتمها ؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى فإنك ستجد الإجابة عنها في كتاب (صديقي لا تأكل نفسك) لعبد الوهاب مطاوع صدر عن دار الشروق بالقاهرة ويتكون من 114 صفحة .

كتاب قيم جداً وخاصة أن الكاتب جسد كل خبراته في الحياة من خلال شخصيات وقصص واقعية ، فعش أنت بنفسك هذه الوقائع لتخرج بفائدة لعلها تكوت بدايتك إلى معرفة ذاتك ..

وأخيراً أتمنى أن تعم الفائدة للجميع .

صدى الأحزان