مقالة
0
أقسام رئيسية
0
أقسام فرعية
0

منشور باسم مستعار: خاطرة

28 أبريل 2003

“إن المال كان وقود المجتمع الصناعي، أما في مجتمع المعلومات، فإن المعرفة هي الوقود وهي السلطة، لقد ظهر هيكل طبقي جديد يميز بين من يملكون المعرفة ومن يجهلونها وتستمد هذه الطبقة قوتها ليس من المال والأطيان بل من المعرفة.” جون كينيث جالبريت

إن مفتاح السلطة في العصر الحالي متاح لنا جميعا، ففي العصور الأولى والوسطى من المستحيل أن تصبح قائدا مال تكن تمتلك القوة والسطوة، أما في عصرن الحديث يعتبر رأس المال الفكري – الممثل في القدرات العقلية والمعرفة التقنية والخيال الإنساني سلعة القادة فقد حل محل رأس المال المادي، وعليه يتعين على القادة أن يتعلموا مجموعة جديدة تماما من المهارات.

وهناك قدرات خاصة ستحدد نجاح القيادة الجديدة من عدمه:

1) القائد الجديد يتفهم مساهمات الآخرين ويعبر فعلا عن تقديره لها.

يتقن القادة الجدد اكتشاف المواهب، وهم يمارسون دور الأوصياء على هؤلاء الموهوبين أكثر من كونهم المبادرين بخلقه، ومن النادر أن يكون القائد أفضل فرد في المؤسسات الحقبة الجديدة، فقادة هذه المؤسسات يبرعون في التقاط المواهب وانتقاء ذوي الخيال الخصب والقدرات الفذة، غير أنهم لا يخشون أبدا أن يوظفوا أفرادا يفوقونهم عي قدراتهم.

وعلى سبيل المثال فإن بيتر شنايدر رئيس استوديوهات “”Feature Animation”” التابعة لشركة “ديزني” والتي حققت نجاحا مبهرا، يقود فريقا يتألف من 1200 رسام متخصص في الرسوم المتحركة، ورغم ذلك فهو لا يملك أدنى فكرة عن الرسم. وقد عبر ماكس ديزني عن هذا الأمر حين قال “إن القائد الجديد هو من يتنازل عن حبه لذاته لكي يفسح المجال أمام مواهب الآخرين.”

2) القائد الجديد يذكر الآخرين بما هو مهم.

“ذكروا العاملين بما هو مهم” إن تذكير الآخرين بما هو مهم يمكن أن يعطي قيمة ومعنى للعمل.

ونذكر هنا مثلا يوضح أهمية تذكير العاملين بما هو مهم، لقد استقطب الجيش الأمريكي مهندسين موهوبين لأداء مهمة خاصة في مشروع مانهاتن وطلب إليهم أن يعملوا على أجهزة الحاسوب البدائية التي كانت شائعة في تلك الفترة (1943-1945) غير أن الجيش، وهي مؤسسة مسكونة بالهاجس الأمني، رفض أن يخبرهم عن أي معلومات محددة حول المشروع.

وهكذا لم يكونوا على علم بأنهم يبنون سلاحا يمكن أن ينهي الحرب العالمية الثانية، كما لم يكن لهم علم حتى بالأهمية الخاصة للعمليات الحسابية التي يجرونها، وكانوا يؤدون مهامهم ببطء وليس بأفضل شكل ممكن، ولكن عندما تم أخبار الفريق بطبيعة العمل الذي يقومون به والهدف منه وعندما يبدأ فريق العمل يبتكر طرقا لأداء المهمة بشكل أفضل، قاموا بتطوير وتحسين خطتهم وواصلوا العمل ليلا ولم يعودوا بحاجة إلى إشراف.

3) القائد الجديد يخلق الثقة ويديمها.

إن الثقة هي الرابطة العاطفية التي تربط الأفراد بمؤسستهم، وتجمع الثقة بين أمور عدة هي:

  1. الكفاءة.
  2. الولاء.
  3. الاهتمام.
  4. النزاهة والصراحة.
  5. الموثوقية.

ويستطيع القادة الجدد تحقيق هذا الجانب عندما يوفقون في تحقيق التوازن بين ثلاث مرتكزات من القوى المؤثرة فنيا وهي:

  1. الطموح.
  2. الكفاءة.
  3. الاستقامة.

4) القائد الجديد على علاقة طيبة مع مرؤوسيه.

القادة العظام يكتسبون صفة العظمة بفضل جهد المجموعات والمؤسسات التي تخلق بنية اجتماعية من الاحترام والوقار والوجاهة، هؤلاء القادة الجدد ليسوا ممن يتحدثون بصوت عال في مؤسساتهم، بل هم من يحرصون على الإصغاء إلى غيرهم بانتباه ويقظة وبدلا من الأشكال الهرمية فإن المؤسسات في مرحلة ما بعد البيروقراطية ستكون على شكل بنى تقوم على طاقات العاملين فيها وأفكارهم، وهي مؤسسات يقودها من يجدون متعة في المهام التي يؤدونها.

المرجع:

القيادة والإدارة في عصر المعلومات، وارين، بينيس، ص52- 58.

خاطرة