عبد الله المهيري
3 يوليو 2002
تعريف بكتاب: 1001 طريقة لشحن طاقات الموظفين، بوب نيلسون، مكتبة جرير. عدد الصفحات: 205.
يقوم الكتاب على مبدأ بسيط وسهل وغير مكلف، وهو: ضبط الموظفين وهم يقومون بأمور إيجابية ونافعة للمؤسسة ومكافئتهم على ذلك، وأشكال المكافئات متعددة، ويظن بعض المدراء أن المكافئات يجب أن تكون مكلفة حتى ترفع الروح المعنوية للموظفين، وهذه فكرة غير صحيحة، أبسط المكافئات وأقلها تكلفة كفيلة بأن تشعل الحماس في نفس الموظف، المهم أن تكون المكافئة صادقة ولها سبب وجيه وليست مجاملة كاذبة.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول: شحن طاقات الأفراد، الجزء الثاني: شحن طاقات فرق العمل، الجزء الثالث شحن طاقات المؤسسات، وفي كل جزء تجد مئات النصائح والتعليقات المفيدة والخبرات العملية التي طبقت في مؤسسات ونجحت في أن تشحن الموظفين بالحماس، ومن الجزء الأول نقتطف من فصل “الاتصال وجهاً لوجه” بعض الأفكار العملية التي تساعد على تحفيز وتشجيع الموظفين من خلال وسائل تفعل الاتصال بين الموظفين والإدارة.
لكي تفتح قنوات الاتصال بين الموظفين والإدارة العليا، فإن كلاً من مسئولي فايكنج فريت سيستم العشرة ومديريها السبعة بولاية كاليفورنيا، يقضون 25% من السنة في زيارة كافة موظفي الشركة وعددهم 4000 موظف موزعين على ثماني ولايات مختلفة.
يستخدم الموظفون في “كاليفورنيا ستيت يونيفيسيتي” بيكرز فيلد، نظام البريد الإلكتروني للإبلاغ عن زملائهم الآخرين الذين يقومون بأعمال صالحة، فعندما يحاول شخص ما مساعدة الطلاب أو المعلمين أو الموظفين، يقوم أحد الموظفين بإرسال رسالة عنوانها “لقد رأيت كذا وكذا” لكافة الموظفين، وهنا لا يتم فقط نشر خبر الأعمال الصالحة إلى كافة الموظفين، بل أيضاً يتم تنشيط الموظفين الذين قاموا بتلك الأعمال وذلك من خلال اهتمام زملائهم الإيجابي.
تطلب شركة إنفيكون لتوزيع معدات المكاتب في أريزونا من جميع الموظفين الجدد بالشركة البحث عن كل مدير من مديري الشركة ذوي السلطات العليا والتحدث معهم وجهاً لوجه في شتى الأمور لتعريفه بأجواء الشركة ونظامها، وهذا الأمر ليس فقط يعرف المستجدين بما هو متوقع منهم دون تباطؤ بل فإنهم يقومون ببناء جسر من التواصل بينهم وبين فريق الإدارة بالشركة.
يعقد سكوت ميتشيل رئيس شركة ماكي انفلوب بولاية منيسوتا مناقشة تستمر 20 دقيقة سنوياً مع كل موظف من موظفي الشركة على حدة لبحث الأفكار والتحسينات أو أي شيء آخر يجول بعقل الموظف، أي أنه يخصص أكثر من 170 ساعة لهذه المهمة ويرى أن ذلك استثمار ناجح للوقت.
قامت فارجو إلكترونكس في مينسوتا بعمل نشرة أخبار إلكترونية يومية لمشاركة أرقام المبيعات والإنتاج وآراء العملاء والمشاركة في الأرباح مع الموظفين، وفي نهاية يوم العمل اليومي يقوم رؤساء الأقسام بإرسال معلومات إلى نظام بريد الشركة الإلكتروني، وتجمع هذه الرسائل في ملف يتم طباعته وإرساله إلى حجر الاستراحة.
أكتفي بهذه الأفكار، الكتاب يحوي على مئات الأفكار العملية التي يستطيع أي مسؤول أو مدير أو حتى موظف أن يطبقها في عمله، واخترت الأفكار التي تعزز الاتصال بين الإدارة والموظفين لأننا في بيئة الإدارة العربية نفتقد ذلك التواصل الفعال بين المدير والموظفين، فتجد المدير في عالم آخر يدير المؤسسة من مكتبه وهو لا يعلم ما يحدث في أرض الواقع بين الموظفين، والموظفين لا يستطيعون إيصال أفكارهم إلى مدير، فينشأ خلل كبير لا علاج له سوى أن يتواضع المدير للموظفين ويقضي الموظفون على كل شيء يسمى مجاملة، ويتواصل الجميع من أجل فائدة الجميع.
الكتاب مفيد وأنصح به لكل موظف أو مدير أو مسؤول، وللأسف يحوي الكتاب على بعض الأخطاء المطبعية خصوصاً في الأرقام، والترجمة في بعض أجزاءه ركيكة وتحتاج إلى تحسين بسيط، وهذا لا يقلل أبداً من قيمة الكتاب العلمية.
عبد الله المهيري